تـــأأكد ثم قول احبك

عدد المساهمات : 20 تاريخ التسجيل : 13/12/2010

[size=18][size=21]تتصل
به أو يتصل بها، ولا يكادان يكملان ثلاث مكالمات حتى تقول له: "أشعر بأننا
نعرف بعضنا منذ وقت طويل". وهو يقول لها: "أخذنا على بعض بسرعة". وتقول
له: "أحس بأني منجذبة إليك". ويقول لها: "وأنا أفكر فيكِ طوال الوقت".
وتسأله بصوت هامس: "ما هي طبيعة علاقتنا؟". فيُجيبها بسؤال: "هل تعتقدين
أنّه الحُب؟". فتأخذ نَفسَاً عميقاً وتغمض عينيها. وتقول بدفء وشغف وتأوّه
وذوبَان: "أُحبّك"، فيصمت قليلاً حتى يتلذّذ بصدَى الكلمة وما خلفته من
كهرباء في جسمه، ثم يقول لها وهو "خلصان خالص مالص": "وأنا كذلك أحبكِ"!

إلى أي درجة هما صادقان في مشاعرهما؟
الله أعلم. هل هي تخطط للزواج، وهذا الشاب قد يكون الصيد المنتظَر بعد أن
فشلت محاولاتها مع آخرين قبله؟ الله أعلم؟ هل هو يشعر بانجراف بريء نحوها،
وبأن حبها بدأ يدبّ في قلبه، أم أنها مجرد ضحية (صيدة سهلة) أخرى، وبعد أن
يقضي وطره منها سيتركها ويتهرّب ولن يرد على اتصالاتها ورسائلها، كما فعل
مع أخريات قبلها؟ الله اعلم. هل هي تتسلّى وتقضي وقتاً على الهاتف أولاً،
ثم ستتطوّر العلاقة إلى الخروج معه من أجل مصلحة مادية ونفسية، أم أنها لا
تفكر إلا في إيقاعه في شباكها ثم إعطائه رقم أبيها أو أخيها حتى يتم كل شيء
بالحلال، وأهلهما بالطبع لا يدرون عن الطبخة، معتقدين أنهما سيتزوجان
بالطريقة الكلاسيكية (الشاب يريد أن يتزوج وأهله يبحثون له عن بنت الحلال،
وفقاً للمواصفات التي يريدها، وعندما يجدونها يحضرون صورتها، أو أنه يذهب
إلى إلقاء النظرة الشرعية، ثم يخطبها ويتفق الطرفان على المهر وتاريخ
الزواج والأمور الأخرى)؟ هي تريد علاقة المصلحة العابرة. أم تريد الزواج؟
الله أعلَم.

وبغض النظر عمّا يريد الشاب والشابة،
والهدف أو الأهداف التي يقصدانها من وراء هذه العلاقة، إلا أنهما يجب أن
يكونا حريصين وصادقين ومخلصين حين ينطقان بكلمة "أحبك". فهذه الكلمة لها
معانٍ كبيرة، وتترتب على نطقها التزامات كثيرة. فأول معانيها تسليم القلب
والروح لحبيب واحد، ولا أحد سواه. فإن كان هناك شخص آخر، فهذا ليس حبّاً،
بل هو "سوبرماركت" للشهوة.

فمن يقول لفتاتين في الوقت نفسه "أحبك"
فهذا لعّاب يريد أن يتسلّى، وكذلك الفتاة التي تقول لشابين "أحبك فهذه
أيضاً لعّابة تريد أن تتسلّى، وأن لها أهدافاً أُخرى غير الحب الشريف
الطاهر.

كلمة "أحبك" تعني الطهارة والصدق
والوضوح والإيثار والتضحية، وعلينا حين ننطقها أن نعرف ما هي تبعاتها
والتزاماتها. حين أقول لفتاة "أحبك" فهذا يعني: وهبتك حياتي بكل تفاصيلها
وجزئياتها، يعني أنّك أصبحت شريكة الروح، يعني أن الخطوط والحواجز
والعقبَات والصعاب قد تلاشت بين روحينا، يعني أنني أعطيت كلمة شرف، ووعداً
صادقاً، وعهداً وثيقاً على عدم الخيانة وعدم اللف والدوران، وأنك صرت أنا،
حين تفرحين أفرح وحين تحزنين أحزن، وحين تقلقين أقلق، يعني أنني منذ نطقت
بهذه الكلمة أصبحت مصدر سعادة لك، وأنني سأبذل قصارى جهدي على جعلكِ سعيدة،
وأنني لن أتخلّى عنك إلا بالموت، لا قدّر الله، أو بسبب قاهر أقوى مني
ومنك، ويعني أنني سأحافظ عليكِ ولن أمسك إلا بالحلال. هذا بعض ممّا تعني
كلمة "أحبك".

أما معظم شبان وشابات هذه الأيام "بتوع
النت"، وبالأخص الشبان، فإنهم لا يضيّعون الوقت. وحين يقول أحدهم "أحبك"
فهذه الكلمة لا تخرج منه بنية صادقة وشريفة, وغرضه الدنيئ من الفتاة يكون
واضحاً والحلال أبعد ما يكون عنه. وهناك للأسف طباع سيئة في بعض الشبّان،
منها أنه إذا فرغ من ضحيته حوّلها إلى واحد من أعزّ أصدقائه، ليضع خطة من
أجل الوصول إليها من دون أن يجعلها تشك في أن صديقه هو الذي أعطاه الرقم،
وربما شارك في إعداد الخطّة معه. ومن هذه الطّبَاع أنّ بعضهم يلجأ إلى
تهديد ضحيته، وذلك بعد أن يسجل صوتها أو يحصل على صورتها أو يصورها في وضع
مخل. وبعض الشبّان يتمادى فلا يتورع عن نشر صورة الفتاة التي قال لها
"أحبك" على الشبكة العنكبوتية، ليرضي مرضه الذي لا أعلم من أين ورثه!

لذلك، أنا أحب خيالاً وألتزم معه بشروط الحب العذري، حتى تأتي امرأة الخيال وتصبح واقعاً.

فاحذروا أن تنطقوا بهذه الكلمة إذا لم تستطيعوا إيفاء مستلزماتها وتبعاتها، واحذروا أن تصدِّقوا هذه الكلمة من أي شخص يقولها!
[/size][/size]